ظهر بمقطع فيديو الصقر الأمريكي وهو يقف من بعيد يشاهد بنظره الحاد أوزة وهي تعوم في مجرى الماء في أحد الحقول الزراعية، ظل يراقبها حتى انقض واصطادها بكل سهولة بدون أدنى مقاومة وبدأ الصقر في أكلها لكن لم يهنأ طويلا حتى اجتمعت مجموعة كبيرة من الغربان السوداء والتي تريد هي الأخرى المشاركة في هذه الوليمة.
في أحد الأيام الجميلة، وتحت سماء زرقاء مليئة بالشمس، كانت حقول زراعية خضراء تتلألأ بجمالها، وكانت المياه تتجلى ببريقها في مجراها الهادئ، وفي هذا السياق الطبيعي الساحر، كان هناك منظر يأسر الأبصار، إذ كان الصقر الأمريكي، ملك السماء بكل فخر، يراقب بنظره الحادة أوزة تسبح في المياه بسلام.
لم يكن هناك أي علامات على التوتر أو القلق في تحليق الصقر، بل كانت عيونه تتألق بالشغف والانتباه، وهو يترقب فرصته بصبر وحنكة، وفي لحظة مفاجئة، وبحركة سريعة كالبرق، انقض الصقر بينما كانت الأوزة تستمتع بجمال الطبيعة من حولها.
كانت الوليمة بداية مثالية للصقر، حيث بدأ بالاستمتاع بطعم الفريسة التي اجتهد في اصطيادها، وكانت أوقات هدوء واستمتاع للطائر الملكي.
لكن لم يدم هذا السلام طويلا، ففي لحظة ما، بدأت تتجمع مجموعة من الغربان السوداء في السماء، كما لو كانت تتفرج على مشهد مثير في المسرح.
لم تكن هذه الغربان مجرد متفرجين، بل كان لديهم خططهم الخاصة، فبينما كان الصقر يتلذذ بوجبته، بدأوا في التحليق حوله بتكتيك ودقة، معبرين عن رغبتهم في المشاركة في هذه الوليمة الشهية. كانت لهم لغة خاصة في طيرانهم، تبدو وكأنها تناقش الإستراتيجية، وكأنها ترتب حركاتهم بدقة للتأكد من نجاح مهمتهم.
فيما بينما كان الصقر يحاول تجاهل تلك الغربان والاستمتاع بوجبته، كانت التوتر يتزايد بينهم، حيث بدأت حركات الغربان تصبح أكثر جرأة واقترابًا، وكان الصقر يدرك أن الوضع لن يبقى هادئا لوقت طويل.
وفي لحظة مفاجئة، بدأت الغربان بالهبوط بجرأة نحو الصقر والأوزة، محاولين التحليق بالقرب منهم بشكل يثير الاضطراب والتوتر. لم يعد الصقر قادرا على الاستمتاع بوجبته بنفس الهدوء والسلام الذي كان يتمتع به في البداية.
